Skip to main content

المهاجر

أحاضِرٌ أنتَ أم بادٍ؟ أمُهْتَجِرُ في الغَرْبِ؟ أو هائِمٌ في بَيدِ قَحْطانِ؟
أكُلَّما هَبَّتِ الأرياحُ خافِقَةً تَجُرُّ في ذَيلِها أنفاسَ رَيْحانِ
حَسِبْتَها نَسَماتِ الشّيحِ فانْطَلَقَتْ مِنْ أسْرِها زَفَراتُ العاجِزِ الواني
ولَيسَ يَرْويكَ إلا نَهْلَةٌ بَعُدَتْ مِنْ ماءِ دِجْلَةَ أو سَلْسالِ لُبنانِ
وحُلْمُ يومِكَ في الميماسِ مُحْتَفِلٌ بِالغيدِ والصِّيدِ في أعراسِ نُدمانِ
***
مَنْ أنتَ؟ ما أنتَ؟ قد وَزَّعْتَ رُوحَكَ في عَهْدَيْنِ مِنْ شاسِعٍ ماضٍ ومِنْ دانِ
أنا المُهاجِرُ ذو نَفْسَيْنِ واحِدَةٌ تَسيرُ سَيري، وأخرى رَهْنُ أوطاني
بَعُدْتُ عنها أجُوبُ الأرضَ تَقْذِفُني مُنىً، حَثَثْتُ لها رَكْبي وأظعاني
ما إنْ أُبالي مُقامي في مَغارِبِها وفي مَشارِقِها حُبّي وإيماني
***
صَحْبي دَعُوا النَّسَماتِ الميسَ تَلْمِسُني فقَدْ عَرَفْتُ بِها أنفاسَ كُثْباني
تَدَفَّقي يا رِياحَ الشَّرْقِ هائِجَةً فأنتِ لا شَكَّ مِنْ أهلي وإخْواني
هَزَزْتِ أغْصانَ قلبي بَعدَما خَلَعَتْ ثوبَ الرّبيعِ فَماسَتْ رَقْصَ نَشوانِ
كَسَوتِها ورَقَ الأشواقِ فازْدَهَرَتْ خَضراءَ يَعْبَقُ مِنْها رُوحُ نيسانِ

الشعر العمودي

البحر البسيط

قافية النون (ن)

القراءات: 9 قراءة